الاثنين، 29 ديسمبر 2008

رمادٌ شيطاني ..

دق ناقوس الظلام ..
حان موعد استيقاظها لتبدأ طقوس رقصها المرعبة ..
تبدأ المراسم باشعال النيران في أشلاء مرمية عشوائياً تحاوط باحة منزلها
تُخرجُ جرة صغيرة كُتبت عليها بعض الحروف الهندية ..تستل منها بعض الرماد , تُقبله , تنفثه حولها ثم تمسح شعرها وثيابها بما علق بين أصابعها
تقوس يديها ..
تقف على رؤوس أصابعها ..
ثم تبدأ بالدوران ..
ليست بارعة كفاية كي تتفادى بعض الزوايا , تصطدم بإحداها فتصبح خطواتها أقرب لخطوات المختل عقليا ً تبتسم ابتسامة غريبة تشبه إلى حدٍ كبير إبتسامة انتصار , تغمض عينيها ثم تسقط أرضا ..!
قبل أن تهدأ أنفاسها , تتباعد يديها لتصنع زاوية منفرجة , كطفلٍ متشرد يحاول التشبث بالأرض خوفاً من ظهور عاصفةٍ ما ..
قبل شروق الشمس واستعمار النور أرجاء المكان يأتي هو ..
يحملها , يحاول لملمة شعرها كي لا يؤذي جوهرتاها , يطبع قبلة مثيرة على وجنتيها , يضعها في سريرها , ثم يذهب ..
في ليلة ملعونة ..
تستيقظ هي وقد تلونت جوهرتاها بالأحمر الداكن
لم تشعل النيران ..
لم تقبل رماده ..
لم تدخل في حالة السكر تلك ..
استلت جرة الفخار عينها , وبنحيبٍ واضح وحزمٍ شديد قذفتها , لتسقط أشلاءً ويتناثر الرماد ملوناً أرضية الباحة باللون الرمادي الداكن المائل للسواد .
ثم ..
تذهب لتكمل غفوتها في سريرها .
في الصباح ..
تستيقظ لتجد نفسها ممددة في باحة منزلها الخلفية وقد كتب على جسدها ..
الحروف الهندية ذاتها ..!

ليست هناك تعليقات: