.
كم أشتاقها ليالي الشتاء المظلمة ..
.تأتي على غفلة لتنتشلني من كآبتي وتحاصر غرفتي وكأنما تحاول إثبات أنها أقوى من كسلي وبرودي ..
.لا أدري سبب حبي لها وكرهي الصيف , ربما لأن الأعداد تقل تدريجياً في الشتاء كلما زاد الصقيع
أعداد الناس .. العربات .. بائعوا الحلوى .. عبيد الشمس
هاهي تقترب مني تدريجياً ..توقظ سباتي الصيفي الذي طال , تركل مخدتي , وتخفي الغطاء عني ؛ هامسةً لي:
- صدقيني لن أقسو عليكِ ولن يؤذيكِ صقيعي .. هاتي يدكِ فأمير الثلج بانتظارنا
لا أذكر منه -أميرَ الثلج - سوى أنفه الأحمر وقبعته المتكلفة جداً لجوٍ ماطر..
يبتسم عندما يراني ..مع أن طيفي مرعبٌ جداً كفزاعة طيور بعيونٍ خضراء مخيفة وشعرٍ أشعث منكوش
يمسك يدي بحنية لم أعهدها , يملي علي بعض الخطوات
يعلم تماماً أنني أفتقر للباقة وحسن التصرف , لم تناسبني يوماً رقصات الطبقة المخملية من الناس
يرسم بعض الشموع والقلوب محاوطا ً بقعة ضيقة , استعداداً لبدء الرقصة ..
يد ٌ على خصري والأخرى تتعرف ملمس شفاهي
لا أدري لماذا تفسد الموقف دائماً دندنتي
ولكن الأمر راقه بل وطلب إليّ أن أقلد القيثارة لنكمل الرقص على أنغامها ..
مع علو دندنتي , وازدياد سرعة خطواتنا ..
انتشت طبقة الجليد أسفلنا ..
وتحولت لنارٍ بنفسجية لاذعة تشبه إلى حدٍ كبير بصمة شهوة ..!
ثم ..
هدأت خطواتنا
هدأت الرقصة
ووو
ذاب أميري
..!